ميدو العنيد Admin
المساهمات : 365 تاريخ التسجيل : 09/02/2009
| موضوع: سلامتك تحياتى ميدو الهارلى السبت فبراير 14, 2009 4:44 pm | |
|
سلامتك .. أيتها العزيزة سلامة عينيكِ .. سلامة رأسك المتألم .. سلامة جسدك اللطيف ..
كنت أود ألا أزيد على ذلك كلمة واحدة ..
كنت أود أن أكف عن أحلامي , وأن أتوقف عن كلماتي , التي صارت تزيد حيرتك وتثير ريبتك ..
كنت أود ذلك .. ولكني وجدت ريشتي تنساب نحوك كما ينساب الماء في نهر من الشوق , ووجدت ريشتي تقترب من سريرك الأبيض , وتلمس جبينك المضيء المرتعش مسا رقيقا كرقتك , وتربت على كتفك القطني المتمدد في صمت حنون , هامسة : سلامتك أيها الجسد العزيز .. سلامتك يا من تحمل روحي الأليفة .. سلامتك أيها الزورق الساكن في بحر الإشراق ..
*** كنت أود , قبل ذلك , أن أكتب لك رسالة أخيرة .. رسالة وداع .. تريحك من قلق الحيرة وبواعث الريبة , ولا تزيدك ألما على آلامك ..
كنت أود ذلك , ولكني وجدت في رسالتك ما يبعث على كتابة مئة رسالة وألف قصيدة .. وجدت في كلماتك ما يحرك القلم الجامد ويحيي القلب الميت ويسكب المداد أنهارا .. *** وتذكرت حكايتك وحكايتي معك , ودعوتك لي بالتفكير في علاقتنا والوقفة مع النفس تجاهها , وموقفك من أحزاني .. الخ الخ .
وأصدقك القول .. لقد فكرت كثيرا , ووقفت مع نفسي كثيرا , فلم أجد أمامي سوى طريق طويل أهرول فيه نحوك .. طريق تعرفينه جيدا .. إنه نفس الطريق الذي كنتِ تمشين فيه نحوي ..
هذه هي الحقيقة , وهكذا هو معها .. أتت إليه ماشية فسعى إليها مهرولا .. تقربت إلى قلبه ميلا فتقرب إلى قلبها أميالا ..
*** أما عن أحزاني , فلا أجرؤ على إثارتها أمام قرارك التاريخي , احتراما لك ولقرارك ..
وبدلا من ذلك , سأظل أكتب إليك ـ إذا رغبت ـ أشواق روحي , كما هي ثائرة في واقع الأحلام , فإن واقع الأحلام أعذب من أحلام الواقع مئات المرات ..
ولا أريدك أن تكتبي لي إلا إذا شعرت بأن ذلك يوفر لك بعض السعادة التي هي غاية مطمعي , أو كل السعادة التي أتمناها لك مخلصا من كل قلبي ..
طابت روحك , وسلام إليها من روحي ..
| |
|